إشبيلية | الموسوعة
إشبيلية (باللغة الإسبانية: Sevilla، سيفييا) عاصمة إقليم الأندلس ومقاطعة إشبيلية في جنوب إسبانيا، وتقع على ضفاف نهر الوادي الكبير. يبلغ عدد سكان مدينة إشبيلية نحو 703.206 نسمة (2022) مما يجعلها رابع أكبر مدينة في إسبانيا من حيث عدد السكان، وذلك بعد مدريد وبرشلونة وفالنسيا. مساحتها 140,8 كم² اعتبارًا من 1 يوليو 2022، بلغ عدد سكان مقاطعة إشبيلية 1،963،000 نسمة (وفقاً لتقديرات المعهد الوطني للإحصاء الإسباني لعام 2022)،
تشتهر إشبيلية بتاريخها العريق وتراثها المتنوع، فهي مزيج غني من الثقافات: الرومانية، الإسلامية، المسيحية، وما بعدها، مما جعلها مكانًا ذا طابع عالمي فريد.
الجغرافيا والموقع
تقع إشبيلية في جنوب غرب شبه الجزيرة الإيبيرية، في منتصف إقليم الأندلس، على ارتفاع منخفض يبلغ حوالي 6 أمتار فوق سطح البحر. يمتد حضريّها نحو مناطق الألخارف (Aljarafe) والمسطّحات المالحة وحديقة دونيانا الوطنية وسلاسل جبال سيرا نورت وسيرا سور.
بفضل موقعها على نهر Guadalquivir، تطوّرت كأهم ميناء داخلي في إسبانيا ومركز تجاري رئيسي للعالم الجديد في العصور الوسطى والحديثة المبكرة .
التاريخ العريق لإشبيلية
العصور القديمة والرومانية
ترجع أصول المدينة إلى الطوارق (Tartessos)، ثم ونهضت تحت الحكم الروماني في القرن الثاني قبل الميلاد باسم Hispalis. وكانت منطقة Itálica القريبة مسقط رأس الإمبراطورين ترايان وهادريان.
الحقبة الإسلامية
في 711 ميلادية، دخلت إشبيلية الحكم الإسلامي وازدهرت إشبيلية عاصمة لملوك الطوائف، وبالتحديد عاصمة لمملكة بني عباد التي كانت من أقوى الممالك في عصر الطوائف الأول، ثم للأمراء الموحدين، وشهدت إنجازات معمارية وثقافية كبرى.
فترة الاسترداد المسيحي
سقطت إشبيلية بيد فرناندو الثالث عام 1248، وتم طرد اليهود والمسلمين أو إجبارهم على اعتناق المسيحية، مما أحدث ركودًا اقتصاديًا مؤقتًا.
الحقبة الحديثة
بعد اكتشاف أمريكا، أصبحت إشبيلية مركزًا تجاريًا ضخمًا عبر تأسيس “كازا دي كونتراتاسيون” عام 1503 لإدارة التجارة مع العالم الجديد. ازدهرت المدينة اقتصاديًا وسكانها تعدّوا 150 ألف نسمة في القرن السادس عشر، ما جعلها الأغنى في إسبانيا آنذاك.
التراجع والتعافي اللاحق
بحلول القرن الثامن عشر، تراجعت أهميتها عندما نُقلت الميناء والتجارة إلى قادس، ثم بدأت تعود للواجهة الثقافية في القرن العشرين من خلال معرض إيبيرو-أمريكي عام 1929 وإكسبو 92.
المعالم التاريخية والسياحية
مجمع التراث العالمي
يضم جزءًا من المدينة القديمة ثلاثة مواقع مدرجة في اليونسكو: الكاتدرائية، وقصر الألكازار، والأرشيف العام للهنود.
كاتدرائية إشبيلية (Seville Cathedral)
تُعد أكبر كاتدرائية قوطية في العالم ويعلوها برج الجيرالدا (Giralda) بارتفاع نحو 105 أمتار. تضم قبر كريستوفر كولومبوس.
قصر الألكازار (Alcázar)
يُعد من أبرز الأمثلة على الطراز الموريسكي الممزوج بالغوطية وعصر النهضة. تم توسيعه في القرن 14 ويستخدم حتى اليوم كسكن رسمي للعائلة الملكية عند زيارتهم.
معالم أخرى بارزة
- ساحة إسبانيا (Plaza de España) بشهيتها الهندسية الجميلة وشهرتها بصناعة الأفلام مثل Game of Thrones.
- حيّ ترايانا (Triana) الفني وعلاقته بتاريخ الفخار والفلامنكو.
- ميدان مصارعة الثيران – ميستراماثا، من أبرز حلبات مصارعة الثيران في إسبانيا.
- متروبول باراسول (Metropol Parasol) العمارة الحديثة الفريدة.
الثقافة والعادات التقليدية
الفلامنكو
إشبيلية هي مهد الفلمنكو، ويُقام فيه عرض حيّ في أماكن مثل ترايانا وحديقة ماريا لويسا.
المهرجانات الشعبية
- أسبوع الآلام (Semana Santa): موكب ديني يجري قبل عيد الفصح ويُعتبر من أهم الأحداث الدينية والثقافية .
- مهرجان أبريل (Feria de Abril): يبدأ بعد أسبوعين من Semana Santa ويستمر أسبوعًا من الاحتفالات، المأكل الشراب الرقص داخل خيام مزخرفة (“casetas”).
الفن المعاصر والتصميم
شهدت المدينة تطورًا في مجال التصميم الحديث مع افتتاح صالات عرض فنية مثل Delimbo Gallery، واستوديوهات الفنون، وورش الخزف التقليدية والمعاصرة.
التعليم والمؤسسات
تأسست جامعة إشبيلية منذ القرن الخامس عشر، وحصلت على مركز جامعي رسمي عام 1551 لتدرس الطب، الفلسفة، القانون، الفن واللاهوت. ذاع صيتها كأحد أعرق الجامعات الإسبانية.
الاقتصاد الحديث
تُعتبر إشبيلية اليوم مركزًا اقتصاديًا وثقافيًا هامًا في جنوب إسبانيا، وواحدة من أبرز المدن السياحية في أوروبا. اقتصادها قائم على السياحة، الخدمات، الثقافة، والتعليم العالي. التضخم الحضري امتد ليشمل ضواحي مترامية نحو المناطق الطبيعية المحيطة .
الزائر لإشبيلية: نصائح وأفضل الأوقات
- الربيع (مارس–أبريل) هو أفضل موسم للزيارة: تزهر أشجار البرتقال، ويزدهر الجو الاحتفالي والمهرجانات مثل Semana Santa وFeria de Abril.
- الشتاء: معتدلة الطقس (~18 °C)، وتقدم عروضًا مجانية على معالم كالألكازار والكاتدرائية، كما يمكن الاستمتاع بالمأكولات المحلية والفعاليات الثقافية بأجواء هادئة وأقل ازدحامًا .
- ينصح بأن تكون يقظًا من النشّالين في موسم الذروة السياحية.
إشبيلية تمثل مزيجًا نابضًا بالتاريخ، الثقافة، المعمار، والحياة الشعبية. من أزقتها الضيقة المزهرة إلى قصورها الشامخة وسحرها الفني، تصنع المدينة تجربة فريدة للزائر. تجمع بين عمق التراث ودفء التقاليد وقوة التجديد العصري، مما يجعلها من أكثر الوجهات جاذبية في إسبانيا وأروقة السياحة العالمية.
إسبانيا بالعربي.