إعانة الحد الأدنى للدخل في إسبانيا ترفع منسوب العنصرية ضد المهاجرين
بعد الموافقة على قانون الحد الأدنى من الدخل مدى الحياة في إسبانيا ونشره في الجريدة الرسمية للدولة، تقول صحيفة “إلدياري”، أطلق أنصار اليمين من العنصريين حملة دعائية في مسعى لربط هذه المساعدة بالمهاجرين من خلال نشر الأخبار الزائفة قصد تأليب الرأي العام الإسباني ضدهم.
أن لديهم مزايا خاصة أو أن كل قوائم المستفيدين من هذه الإعانة ستكون من المهاجرين، هي بعض الأخبار الزائفة التي تم تداولها الشهر الماضي.
الخدع والتضليل
ولتعزيز ذلك التضليل، لجأ البعض إلى العديد من الخدع عن طريق نشر صور قديمة لمهاجرين يصطفون في طوابير ونشروها على أنها تعود للأيام الماضية، مرفوقة بتعاليق مثل “عشرات المغاربة يسوون وضعهم للحصول على إعانة الحد الأدنى من الدخل مدى الحياة” أو “طوابير لإعداد الأوراق الخاصة بمساعدة الحد الأدنى من الدخل الحيوي. الخراب المطلق لإسبانيا”.
ومع ذلك، فإن هذه الصور إما أنها ليست حديثة أو أنه لا علاقة لها بهذه الإعانة، بل تعود إلى طوابير الانتظار أمام بنوك الطعام للحصول على مواد غذائية.
شيطنة المسلمين
وفي الأيام الأخيرة، تم نشر صورتين، واحدة يظهر فيها صف من الرجال والآخر يتكون من النساء المحجبات. كلاهما تحاول الربط بين المهاجرين والمسلمين وإعانة الحد الأدنى من الدخل الحيوي على الرغم من أنها صور قديمة ولا علاقة لها بهذه المساعدة.
الصورة الأولى التي يظهر فيها طابور من الرجال، تؤكد بأنهم مغاربة يقومون بتسوية وضعهم للحصول على مساعدة الحد الأدنى للدخل مدى الحياة.
وفي إحدى التعليقات على الحساب الذي نشر الصورة، شارك أحد المعلقين صورة لمقال في “الباييس” بعنوان “طابور مهاجرين مغاربة أمام قنصلية بلادهم” وتظهر فيه هذه الصورة.
صور قديمة
ومن خلال البحث عن هذه المقالة، يتضح أنها صورة التقطها المصور، سانتياغو كاريغي، ونشرت في صحيفة “الباييس” في 7 ماي/ أيار 2008، في النسخة الورقية من الجريدة.
وفي الصورة الثانية يظهر طابور من النساء المحجبات، ويتم نشرها مرفقة بالرسالة نفسها: “أن النساء المغربيات يطلبن مساعدة الحد الأدنى من الدخل الحيوي“.
وبعد بحث الصحيفة، اتضح أن هذه الصورة ليست حديثة أيضا. ومن خلال أداة البحث عن الصور “ياندكس”، يظهر أن هذه الصورة تعود إلى تاريخ 22 فبراير/ شباط 2017، عندما تم نشرها من قبل مواقع إخبارية للحديث عن المغاربة المسجلين في الضمان الاجتماعي في إسبانيا، وبالتالي، فهي لا علاقة لها بمساعدة الحد الأدنى من الدخل الحيوي.
صور حديثة مضللة
كما تم استخدام الصور الحالية، ولكن لا علاقة لها بهذه الإعانة. صورة أخرى تم تداولها في الشهر الماضي هي لطابور من الناس، من بينهم أشخاص سود، يرتدون كمامات ويحملون عربات تسوق، تم نشرها مرفوقة برسائل تشير إلى أنهم مهاجرون وأنهم يتقدمون بطلبات للحصول على إعانة الحد الأدنى للدخل الحيوي.
وبعد عمليات التحرّي بواسطة محرك بحث غوغل للصور، يظهر أن هذه الصورة تعود إلى تاريخ 16 ماي/ أيار الماضي، وقد التقطها المصور، خافيير سوريانو.
وتمت الموافقة على هذه الإعانة من طرف مجلس الوزراء الإسباني في 29 ماي/ أيار، ونُشر في الجريدة الرسمية المرسوم الملكي الذي يُنظمها في 1 يونيو/ حزيران المنصرم، وهو ما يعني أنه تم التقاط هذه الصورة قبل حتى الموافقة على المساعدة المذكورة.
بالإضافة إلى ذلك، كما يشير تعليق المصور، تم التقاط الصورة أمام مقر جمعية سكان حي ألوتشي، التي توزع الطعام على المحتاجين بالحي.
طوابير القنصلية المغربية
كما جرت محاولات لتضليل الرأي العام الإسباني حول المهاجرين والحد الأدنى من الدخل الحيوي مع صورة لأشخاص يصطفون أمام بوابة القنصلية المغربية في محافظة ألمريا جنوب إسبانيا.
وتم نشر هذه الصورة مع تعليقات تدّعي أن هؤلاء الأشخاص يصطفون لـ “إعداد الوثائق اللازمة للحصول على مساعدة الحد الأدنى للدخل الحيوي“.
وتعود حقيقة هذه الصورة إلى اصطفاف المهاجرين المغاربة أمام قنصلية بلادهم في ألمريا، كما يتضح من خلال مقارنة الصورة التي يتيحها غوغل ستريت فيو.
تابعونا على
إنستغرام
