شؤون قانونية

ماذا تعرف عن مراكز إيواء المهاجرين القاصرين في كاتالونيا؟

يقبع المئات من المهاجرين القاصرين غير المصحوبين في مراكز الاستقبال المنتشرة في ربوع إقليم كاتالونيا والتي تقدّر بالعشرات. وقد عرفت هذا المراكز تزايدا ملحوظا خلال السنتين الماضيتين بفعل موجات المهاجرين القاصرين التي تصل إلى التراب الإسباني سواء عن طريق قوارب الموت أو الاختباء تحت شاحنات النقل أو حافلات نقل المسافرين.

كيف تعمل المراكز؟

ويحصل هؤلاء القاصرين على رعاية شاملة في مراكز الاستقبال المذكورة من مأكل ومشرب وملبس وتطبيب وتكوين مهني، ثم بعدها تتم تسوية وضعيتهم القانونية ومساعدتهم في الاندماج في سوق الشغل.

غير أن مصير هؤلاء الفتيان لا يكون دائما سعيدا، فنسبة كبيرة منهم تواجههم مشاكل كالسقوط في مستنقع المخدرات أو السرقة وأنواع الإجرام الأخرى، وبالتالي ينتهي بهم الأمر في سجون الأحداث أو الطرد النهائي من التراب الإسباني.

تأثيرات الوباء

لقد جاءت جائحة كورونا لتؤزم أوضاع هاته الفئة أكثر، وتزيد من معاناتهم وتعمّق جروحهم التي أحدثتها وضعية الغربة والبعد عن عائلاتهم، خصوصا وهم في مرحلة عمرية جد حساسة من حياتهم.

لقد تسببت أزمة كورونا في توقيف أو على الأقل إبطاء أغلب الإجراءات المرتبطة بتسوية وضعيات هؤلاء القاصرين القانونية، فقد وصل أغلبهم إلى سن 18 سنة دون الحصول على شئ سواءً ما يتعلق بالتكوين المهني أو طلب تسوية الوضعية القانونية، لتذهب كل المدة التي يقضونها في مراكز الاستقبال هباءً ويُطردون إلى الشارع وتبدأ معاناة ذات طعم أخر.

ظاهرة الهروب

لقد سجلت في الشهور القليلة الماضية ظاهرة هروب هؤلاء القاصرين من مراكز الإيواء أو حتى من التراب الإسباني ككل، وتوجههم إلى فرنسا أو بلجيكا أو السويد، أملا في إيجاد ماهو إفضل وهروبا من مضايقات السلطات الأمنية الإسبانية، لكن في نهاية المطاف يخيب أملهم أيضا في تلك البلدان فيضطرون إلى العودة الى التراب الإسباني من جديد.

لا مبالاة الإدارة

  ويشتكي هؤلاء القاصرين من اللامبالاة التي يعاملون بها من قبل الإدارة المكلفة بالطفولة والمراهقين، ومن سوء المعاملات التي يجدونها في مراكز الاستقبال، متهمين إياهم بالسعي إلى الاستفاذة من المنح المالية التي تقدمها الجهات الممولة دون أن يكثرتوا لأحوالهم وحاجياتهم، وهو ما دفع بعضهم إلى وضع حد لتواجدهم بتلك المراكز هربا من واقع لا يطاق.

الأمل في غدٍ أفضل

وبالرغم من قساوة ظروف عيش المهاجرين القاصرين في مراكز الاستقبال في كاتالونيا، إلا أن أغلبهم لا يتمنون العودة إلى أوطانهم، مفعمين بالأمل بأن الأيام المقبلة، وبعد أزمة كورونا ستكون محملة بأخبار سارة، و سيتمكنون من تحقيق أهدافهم التي غامروا يوما من أجلها.

C0C54FEE 8510 4B99 ADE7 CE9044555AFD 8

تابعونا على

تويتر

فيسبوك

الواتساب

إنستغرام

تيليغرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *