متفرقات

قرأ رسالتي ولم يرد.. ماذا وراء تجاهل الأشخاص لرسائلك على التواصل الاجتماعي؟

يصلك إشعار برسالة جديدة من زوجك فتردين على الفور لأن هذا ما تقومين به دائما، ثم تقررين الرد عليه برسالة أخرى تقولين فيها “بالمناسبة، أنا أحبك”، ترين حالة “قراءة” تؤكد أن زوجك رأى الرسالة وتنتظرين الرد بعدها، تمر ساعة وما زال الرد لم يأت بعد.

يتكرر الأمر مع صديقة من بعيد، هي لا ترد أبدا في الوقت المناسب، ربما اعتدت أن يأتي الرد في نهاية الأسبوع أو لا يأتي على الإطلاق، آخرون يبررون عدم ردهم على الرسائل بأنهم لشدة انشغالهم رأوا الرسالة وظنوا أنهم أجابوك وقتها، ولكن هذا لم يحدث سوى في مخيلتهم.

لماذا البعض منا سيئ جدا في الرد على الرسائل القادمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا رسائل الواتساب؟

تأجيج نيران القلق

عندما لا يستجيب أحدهم للرسائل المرسلة من قبلنا والتي نحن بحاجة ماسة إلى معرفة الرد عليها يؤدي ذلك إلى حالة من عدم الراحة والقلق ومحاولة تخمين أسباب عدم الرد، وقد يزداد شعورنا بعدم الراحة عندما نعتقد أن هذا الشخص قد قرأ رسالتنا بالفعل لكنه اختار أن يتجاهلنا، وقد يزداد انزعاجنا مع مرور الوقت إلى النقطة التي نقصف فيها الشخص الذي لا يرد بمزيد من الرسائل لمحاولة الحصول عنوة على رد منه.

بعض الأشخاص العاطفيين للغاية ممن يستخدمون الرسائل النصية بشكل مفرط قد يشعرون بالرفض والعزلة ويعانون من القلق العميق عندما لا تكون الردود على رسائلهم فورية.

علامات القراءة تجعل الأمور أسوأ

وما يساهم كذلك في توقعنا الحصول على رد فوري هو النظام التكنولوجي الذي نستخدمه للمراسلة، ولكل تطبيق نتراسل من خلاله تقريبا عبر الإنترنت طريقة لإعلامنا عندما يتم تسلم رسالتنا من قبل الطرف الآخر

يقول ديفيد كوان المحاضر بجامعة كوينزلاند بأستراليا في مقال له على موقع “ذا كونفرزيشن” إنه من السهل فهم كيفية تزايد القلق الناتج عن عدم الرد علينا مع معرفة أن الطرف الآخر استلم رسالتنا، فقط تخيل أنك قلت شيئا لشخص ما وأنت تعلم أنه سمعك لكنه يتجاهلك عمدا.

أسباب عدم الرد

ويقول كوان إنه عندما يتم تكرار سلوك عدم الرد إلى أقصى حد ربما يكون الشخص قد اختار قطع العلاقة دون أي تبرير واضح، وغالبا ما يحدث ذلك في العلاقات القوية والوثيقة.

ورغبة في السيطرة قد يستخدم آخرون سلوك عدم الرد لتكون لهم اليد العليا في إدارة علاقتهم مع الآخرين بشكل يتحكمون فيه، وربما تكون لديهم رغبة في منح شعور غير مريح لأصدقائهم وأحبائهم أو ربما لتصدير شعور عام بمدى انشغالهم وأهميتهم.

بدوره، يقول الدكتور مارك وينوود المسؤول الإكلينيكي للصحة العقلية في مركز الرعاية الصحية البريطاني “إيه إكس إيه بي بي بي” لموقع كوزموبوليتان البريطاني إن عدم الرد الفوري على الرسائل مؤشر على الإرهاق الرقمي.

ومن المحتمل أن يشعر أي شخص لديه هاتف ذكي بآثار الإرهاق الرقمي من وقت لآخر، هذا النوع من الإرهاق ناتج عن الاستخدام المطول للتكنولوجيا والذي يشعرنا بالإجهاد والتوتر الشديد.

ويشير وينوود كذلك إلى أن تطبيقات المراسلة أصبحت تستخدم في الآونة الأخيرة في الاتصالات الشخصية واتصالات العمل، وهذا يعني أنه لم تعد هناك حدود واضحة في التعامل وفقا لنظام التراسل عبر الإنترنت.

عقد اجتماعي جديد

ووفقا لديفيد كوان، فإننا ربما نحتاج إلى نوع جديد من العقد الاجتماعي خاص بكيفية التواصل عبر الإنترنت، فعلى سبيل المثال ربما يجب أن تحتوي ملفاتنا الشخصية على مربع لتحديد ما إذا كانت ردودنا ستكون فورية أو متأخرة.

وبالنسبة لمعظمنا هناك عقد اجتماعي مفهوم ينظم عمليات التراسل عبر الإنترنت، وجزء من هذا العقد يقول إن هناك أنواعا معينة من الرسائل تتطلب استجابة في الحال أو في الوقت المناسب، تماما كما يحدث عند التواصل وجها لوجه، لكن القواعد الموجودة في العالم الحقيقي لا تنتقل بالضرورة بسهولة إلى العالم الرقمي.

وجهة النظر المقابلة

من جانبها، تقول كاتريونا هارفي جينر المحررة في موقع كوزموبوليتان إنه على الرغم من وقت الفراغ الذي يبدو أنه أصبح متوفرا للكثيرين مؤخرا فإن ذلك لا يترجم إلى تحسن في أسلوب البعض في الرد على الرسائل، فكلما زاد عدد المراسلات زاد الشعور بالميل لإبقاء كل شيء على حاله، مما يسمح لعدد المحادثات بالتراكم جنبا إلى جنب، وقد يزيد ذلك من الإحساس بقائمة المهام المتزايدة باستمرار.

وبالطبع قد يكون من الأسهل الدخول وقراءة الرسائل، لكن هذا يعني الاضطرار إلى الرد حينئذ، وأحيانا لا يكون هناك وقت كاف للقيام بذلك، وفي النهاية قد يشعر البعض بأنهم أصدقاء سيئون، لذا ينصح بضرورة وضع حدود واضحة فيما يتعلق بنظام الرسائل حتى لا يغضب منا الآخرون، وذلك كالتالي:

تعيين حدود رقمية: هواتفنا الذكية دائما على مقربة منا، مما يعني أننا غالبا ما نراسل الأشخاص في أي وقت نريد ونستلم الرسائل في الوقت الذي يريد الآخرون محادثتنا فيه، لذا إن كنت بالعمل أو في وقت راحتك يجب إيقاف تشغيلها حتى لا تؤدي إلى إرهاقك ذهنيا، ويمكن استخدام التطبيقات المصممة لحظر المواقع في أوقات معينة من اليوم، وسيعتاد الآخرون الوقت الذي تحدده ويكون مناسبا لك في الرد على الرسائل.

استخدم المكالمات الهاتفية: حاول الاتصال بصديق واحد يوميا بدلا من استخدام الرسائل الافتراضية، لتقليل اعتمادك على التطبيقات، ولن يتيح ذلك إجراء محادثة مناسبة فحسب، بل سيجعلك تجري محادثة أكثر ثراء أيضا.

إزالة توقع الرد الفوري: ساعد في تخفيف الضغط الناتج عن حاجة الآخرين في الحصول على استجابة منك على الفور من خلال الاستفادة من وظائف التطبيقات، مثل إيقاف تشغيل الإشعارات ومعرفة آخر مرة كنت فيها متاحا على الإنترنت، وعلامات القراءة التي تفيد بأنك قرأت الرسالة بالفعل.

المصدر: الجزيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *