متفرقات

أبرز العقبات التي تواجه طالبي اللجوء في إيطاليا.. الوصول للمعلومات والإيواء

اخبار اسبانيا بالعربي / من بين المشاكل المتعددة التي يعاني منها طالبو اللجوء في إيطاليا، تبرز قضية الإيواء على رأسها، كون معظمهم يضطر للانتظار فترات طويلة قبل أن يتسنى لهم الحصول على أماكن. يذكر أن نظام الاستقبال في إيطاليا متنوع، الأمر الذي يزيد من التعقيدات لطالبي اللجوء واللاجئين، الذين يجدون صعوبات جمة بالحصول على المعلومات الأساسية حول أوضاعهم. في هذا الإطار تسعى المنظمات غير الحكومية لملئ الفراغ من هذه الناحية من خلال برامج متنوعة، تبقى غير كافية في ظل “الحاجة لتغيير نظام وسياسة وثقافة اللجوء” في البلاد.

قبالة مقر وكالة الهجرة الإيطالية “كويستورا”، اصطف بضعة عشرات من اللاجئين بانتظار دورهم للدخول إلى مكاتب الوكالة لتجديد إقاماتهم. رجال أمن بلباس مدني عند المدخل ينظمون العملية بشكل هادئ ومنظم.

نائل، سوري أربعيني من حمص، وصل إلى إيطاليا قبل نحو خمس سنوات عن طريق مشروع “الممرات الإنسانية” الذي تديره منظمة “سانت إيجيديو”. عبّر نائل عن سعادته بالحياة في إيطاليا، وامتنانه لهذا البلد كونه أعطاه فرصة ثانية ليتمكن من النهوض بنفسه واستكمال حياته، بعد سنوات من اللجوء في لبنان.

يقول لمهاجر نيوز “هناك فرص هنا، قليلة ولكنها موجودة. على القادمين حديثا أولا أن يتعلموا القوانين وبعضا من الثقافة، ليتمكنوا من تأسيس حياة. الملتزم بالقانون لا يعاني أي مشاكل، طبعا هناك بعض المنغصات، كالوقت الذي تستغرقه عملية تجديد الإقامة أو صعوبة البحث عن عمل في البداية، لكن بالإجمال الأمور منظمة”. ليعود ويستدرك “لكن الحصول على المعلومات أمر صعب، في البداية ستكون العملية جحيما، لكن مع بعض المساعدة يمكن الوصول لما تريد”.

لاجئون آخرون لم يوافقوا نائل في ما طرحه. جاويد، طالب لجوء كردي عراقي يبلغ من العمر 40 عاما، كان يقف خارج “كويستورا” بانتظار صديقه ليخرج بعد أن ينهي طلب تجديد إقامته، اعتبر أن نظام اللجوء في إيطاليا “ظالم”.

الخطوط الجوية الجزائرية تطلق عروضا ترويجية “هامة”

أمضى جاويد 14 عاما على طريق الهجرة. “غادرت العراق إلى السويد، بقيت هناك 10 سنوات قبل أن يتم ترحيلي إلى العراق بحجة أنه بلد آمن. بعدها توجهت إلى تركيا، ومنها إلى اليونان حتى وصلت إيطاليا. لم أرغب حينها بالبقاء في إيطاليا، توجهت إلى النمسا، لكنهم أعادوني إلى إيطاليا بسبب نظام دبلن”.

طلب جاويد اللجوء في 2019، ومن حينها يعاني الأمرين لإيجاد مأوى، “ليال طويلة قضيتها في الشارع، لن أنساها بحياتي. الحياة هنا صعبة للغاية، لا يمكنني العمل لأنه ليس لدي سكن، ولا يمنني استئجار مكان للسكن لأنه ليس لدي عقد عمل. أنا عالق في هذه الدوامة وما من أحد قادر على مساعدتي”.

رفضت السلطات الإيطالية طلب لجوء جاويد، وهو حاليا قيد الاستئناف آملا أن يعاد النظر بالقرار، “مضى وقت طويل منذ أن هاجرت من بلدي، لا يمكنني العودة الآن، لا أريد العودة إلى الماضي، حياتي مليئة بالقلق والتوتر وغياب أي إشارة حول ما يخبئه المستقبل لي”.

ميركادونا تطلق 186 عرض عمل برواتب 1507 يورو

نظامي استقبال مختلفين

بالنسبة لـجيوفاني فانوري من منظمة “آرتشي” غير الحكومية، تشكل صعوبة الوصول إلى المعلومات حول إجراءات اللجوء أهم عقبة أمام طالبي اللجوء. “لا يمكن للاجئين الحصول على الإيواء أو الخدمات الاجتماعية والطبية إلا بعد تقديمهم طلب اللجوء. لكن طلب اللجوء في إيطاليا ليس بالأمر السهل، لذا يقضي معظمهم أيامهم ولياليهم في العراء”.

تحدث العامل في المنظمة عن نوعين من مراكز الاستقبال، طبعا متوفرة للحاصلين على اللجوء أو الحماية الجزئية، “الأول وهو استقبال الطوارئ تتم إدارته من قبل الداخلية حصرا، ويعاني اللاجئون وطالبو اللجوء هناك من مصادرة حياتهم، فلا إنترنت ولا حرية تنقل. والثاني مراكز تدار من قبل البلديات بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية. ولكن ليتمكنوا من الوصول إليه، عليهم أن يكونوا قد مروا بمراكز الاستقبال الأولية”.

وفقا لفانوري، “شكل نظام الاستقبال لدى البلديات نموذجا يحتذى به، هناك يمكننا العمل مباشرة مع طالبي اللجوء على برامج الاندماج والدعم النفسي والقانوني. كما أن المشرفين على طالبي اللجوء هم من الموظفين المدنيين وليسوا من الشرطة، كما هو الحال في المراكز الأولية”.

وتتشكل مراكز الاستقبال في البلديات من شقق أو منازل توفرها السلطات المحلية، ويتوزع عليها طالبو اللجوء وفقا لتصنيفات عامة (عائلات، نساء، رجال عازبين…).

الدول التي تتحدث الإسبانية وأهم المعلومات عن اللغة الإسبانية

نوعان من طالبي اللجوء

غايا بييترافال، المسؤولة عن برنامج دعم المهاجرين في “آرتشي”، تحدثت عن نوعين من اللاجئين، “أولئك الذين يصلون إلى الموانئ الإيطالية عبر المتوسط، ومن يصلون برا (طريق البلقان)”. وبحسبها، فإن النوع الأول لديه فرص أعلى لإيجاد مأوى، كونهم يخضعون لآلية استقبال محددة وواضحة. أما القادمين عبر دول البلقان، فيواجهون صعوبات أكبر لناحية إيجاد مأوى. “هناك تصنيف آخر تمارسه السلطات مرتبط بجنسية طالبي اللجوء، فمواطني بعض البلدان مثل الجزائر والمغرب ونيجيريا وبنغلادش وباكستان يتم تصنيفهم كمهاجرين اقتصاديين، في حين يتم اعتبار آخرين، مثل الأفغان، لاجئون سياسيون”.

معركة ثقافية

أندريا كوستا، رئيس منظمة “باوباب إكسبيرينس” غير الحكومية، اعتبر أن “الوضع على ما عليه منذ سنوات، لاجئون وطالبو لجوء في الشارع، ومراكز استقبال ممتلئة حسب ما تقول الحكومة”.

وأورد المتطوع الإنساني “يجب أن يكون هناك تغيير بتقاليد الهجرة في البلاد، قبل السياسات. النضال الحقيقي للوصول إلى ذلك هو عبر تغيير الثقافة”.

لن يتعين عليك إزالة السوائل والأجهزة من الأمتعة في المطارات الإسبانية اعتبارا من هذا التاريخ

غايا بيترافيلي اعتبرت أن إيطاليا “ليس لديها نظام أو برنامج حكومي لإدماج المهاجرين”، هذا ما دفع منظمات المجتمع المدني للتحرك لملئ الفراغ الحاصل.

وتدير كل من “آرتشي” و”باوباب إكسبيرينس” مراكز أو منازل لإيواء اللاجئين وطالبي اللجوء، تبقى غير كافية لسد الحاجة المتنامية. كما تستغل كل من المنظمتين تلك المنازل لتطبيق برامج اندماج مع اللاجئين (تعليم اللغة مثلا)، فضلا عن تقديم المساعدات القانونية والإدارية لهم، وفي بعض الأحيان العثور على وظائف.

المصدر:مهاجر نيوز / موقع إسبانيا بالعربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *