عقارات

أزمة وباء كورونا.. هل هذه هي أفضل فرصة لشراء منزل في إسبانيا؟

بقدر ما تكون الأوبئة والأزمات فترة قاسية على الجميع، لكنها قد لا تكون كذلك بالنسبة لبعض الناس، أي على رأي المثل القائل: “مصائب قوم عند قوم فوائد. وفي ذات السياق، قد يقودنا ذلك للحديث عن الاستثمار في قطاع العقارات في إسبانيا، حيث يُعد قطاع الإسكان في المراكز الأولى الأكثر جذبا للاستثمار. وبعد الأزمة المالية لعام 2008، التي نجمت عن انهيار فقاعة الإسكان، تدهورت سمعه سوق العقارات في إسبانيا، لكن في السنوات الأخيرة، عادت ثقة المستثمرين في هذه الأصول إلى مكانها. والآن، تسببت أزمة كوفيد -19 في موجة جديدة في السوق، ومرة ​​أخرى، عاد التهديد إلى القطاع.

وإذا نظرنا إلى أنه تم كسر جميع الأرقام القياسية في الاستثمار العقاري في عام 2019، بعد وصوله إلى 35 مليار يورو، فإن الأشهر الأولى من عام 2020 تنبأت بعام جديد إيجابي وبأرقام قياسية جديدة في القطاع.

وفي يناير وفبراير، بلغ إجمالي الاستثمار في القطاع في إسبانيا 6 ملايير يورو، مقارنة بـ 4.6 مليار في نفس الأشهر من العام الماضي، وفقا لبيانات من مؤسسة DAO Addmeet، وهي أكبر بوابة للبيع بالمزاد عبر الإنترنت.

وصول الوباء وإعلان الطوارئ

غير أن وصول فيروس كورونا وإعلان حالة الطوارئ في 15 مارس تسببا في توقف تلقائي للعمليات العقارية، مما تسبب في انخفاض الاستثمار العقاري بنسبة 75٪ في شهر مارس، مقارنة بالشهر نفسه من عام 2019.

ونتيجة لذلك، يُظهر الربع الأول من السنة، الذي تم التوقّع بأنه قد يكون الأفضل في السنوات الأخيرة، انخفاضا بنسبة 13٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وتُشير العديد من المصادر إلى أنه في هذه الحالة سينخفض ​​سعر العقارات، فهل يعني ذلك أن هذه الفترة هي الأفضل لشراء عقار في إسبانيا؟

شراء المنازل في إسبانيا

انخفض سعر المساكن المستعملة في إسبانيا بنسبة 3.5٪ على أساس سنوي في يوليو، لتصل إلى 1677 يورو للمتر المربع. كما شهدت الأسواق الكبيرة مثل مدريد وبرشلونة أيضا انخفاض بلغ 3.5٪ و3.1٪ على أساس سنوي، على التوالي، وفقا لبيانات من Idealista.

وإذا نظرنا إلى بيانات Tinsa، فقد انخفض كل من أسعار المنازل المستعملة والجديدة بنسبة 0.9٪ في يوليو مقارنة بالشهر السابق، وبذلك تراكمت انخفاضات بنسبة 1.9٪ منذ إعلان الحكومة حالة الطوارئ في مارس ويقف على مستوى العام الماضي.

يقول ميغيل كوردوبا: “حقا، ما زالت كل إشارات الأسعار هذه لا تعكس معنويات السوق، لذلك علينا الانتظار حتى سبتمبر على الأقل”. ويؤكد البروفيسور أنه على الرغم من أن الكثيرين يتوقعون انخفاضات مماثلة للأزمة السابقة التي لن تحدث منذ هذا الوقت، لم تكن هناك فقاعة عقارية مثل تلك التي كانت موجودة في عام 2000 وانفجرت في عام 2008. “ما يبدو معقولا هو أن تنخفض الأسعار بين 10٪ و20٪”، كما يقول الخبير. وعلى أي حال، يوصي ميغيل كوردوبا، أستاذ الاقتصاد المالي بجامعة سان بابلو CEU، بعدم أخذ قرض عقاري للاستثمار Hipoteca.

شراء الأفراد للمنازل

من جانبه، لياندرو إسكوبار خبير اقتصادي في سوق العقارات بجامعة كوميلاس، يؤكد أنه “من الصعب على المستثمرين الأفراد أن يجدوا شراء منزل على المدى القصير أمرا جاذبا، نظرا لوجود حالة عدم يقين قوية بشأن كيفية تطور الأسعار، لذلك قد يرغب الوكلاء الاقتصاديون في تأخير قرارهم الاستثماري”. ويتابع قائلا: “سيتعين علينا أيضا أن ننتظر ونرى كيف سيكون توزيع الائتمان بعد الأزمة، والذي من المحتمل أن يكون مخصصا لاستعادة الأعمال أكثر من تكريسه للاستثمارات العقارية المحتملة”.

التوقعات على المدى القصير

على الرغم من أن سوق العقارات مشلول حاليا، فمن المتوقع أنه بحلول نهاية هذا العام سيستعيد الثقة ويولد “تأثيرا وانتعاشا”، أي أن عمليات البيع والشراء التي لم يتم إجرؤها أثناء الطوارئ سيتم إنجازها الآن.

وبينما يعتمد قرار الاستثمار في عقار بعد الوباء على عوامل شخصية مثل الاستقرار المالي والاحتياجات الفردية، هناك عوامل تشير إلى عائد قصير الأجل على الاستثمار.

انتعاش في عام 2021

قد يكون من الضروري تأجيل خطط الاستثمار لشراء منزل خلال عام 2020، فوفقا للخبراء، يتوقع سوق العقارات انتعاشا في عام 2021، مع فوائد لأولئك الذين امتنعوا عن شراء عقار خلال الوباء.

زيادة العرض

على الرغم من انخفاض عدد المنازل والممتلكات المعروضة للبيع خلال الوباء الناجم عن فيروس كورونا، فمن المتوقع أنه بمجرد السيطرة على الأزمة، سيزداد المعروض من العقارات، نظرا لاحتياجات السيولة الفورية وزيادة البطالة، وستضطر العديد من القطاعات إلى توليد الدخل من سوق العقارات.

انخفاض الأسعار

أحد الآثار المباشرة لزيادة المعروض من العقارات هو انخفاض الأسعار، مما قد يكون مفيدا للاستثمار في شراء المنازل. وفقا للخبراء، من المتوقع أن تظل الأسعار على حالها حتى النصف الأول من عام 2021 على الأقل.

تخفيض سعر الفائدة

كانت إحدى آثار الوباء هو انخفاض أسعار الفائدة على قروض الرهن العقاري (Hipotecas)، على الرغم من أن هذا تسبب أيضا في جعل البنوك أكثر تقييدا في عملية الموافقة على القروض.

ومع ذلك، على المدى القصير والمتوسط​​، لا يبدو أنه ستكون هناك زيادة في أسعار الفائدة، والتي يمكن أن تكون عاملا جيدا للاستثمار في منزل بعد الأزمة.

عشر نصائح لشراء عقار في إسبانيا

حدد الفائدة من شرائك، هل تخطط للسكن فيها أم تراه استثمارا؟ إذا كنت تخطط لاستئجاره، فتحقق من نطاقات الإيجار الحالية في المنطقة واعتبر أنك قد تضطر إلى خفضها مؤقتا مقابل إيجار سريع. إذا كان الشراء هو بهدف الاستثمار، فتذكر أنه يجب أن تبدأ في تحصيل ثمار ذلك في غضون فترة من 8 إلى 10 سنوات، وفي هذه الحالة يكون من الأولويات الحصول على سعر شراء جيد وتقييم إمكانات المنطقة.

حدد خصائص منزلك المثالي، فقد أعاد العديد من الأشخاص أثناء الطوارئ تقييم الحاجة إلى مساحات للعمل، أو مناطق راحة أكبر، أو يريد البعض مساحة بها حديقة، أو غرفة تأمُّل أو مساحة لممارسة الرياضة.

اضبط ميزانيتك وراجع وضعك المالي. اليوم أنت بحاجة إلى أن تكون أكثر صرامة بخصوص ميزانيتك، حتى يمكنك اختيار تعديلها للحفاظ، لا تنفق أكثر، قيم عرضك جيدا.

احصل على موافقة ائتمانية مسبقة، وتحقق من أن شروط التمويل مناسبة لك اليوم، ولا تُفرط في التفاؤل في المستقبل.

احصل على استشارة من وكيل عقاري. قد تكون عملية الشراء مربكة لشخص جديد في الموضوع. وسيكون الحصول على استشارة محل تقدير كبير من قبل المشتري، وفي حالات الطوارئ يصبح الأمر أكثر أهمية. اسأل كثيرا وحدد كل الشكوك التي يجب عليك حلها واعتمد على الوكيل العقاري لحلها.

اعثر على المنزل المثالي لاحتياجاتك واهتماماتك. استخدم منصات الويب للعثور على الخيارات وجدولة الجولات الافتراضية واستخدام خيارات مكالمات الفيديو أو استشارة وكيل بخصوص الخيارات للحصول على مزيد من المعلومات حول الممتلكات دون مغادرة المنزل.

مراجعة وتقييم الحي. يجب أن تستجيب المنطقة المختارة لاحتياجاتك الرئيسية مثل الاتصال بوسائل النقل العام، والقرب من المدارس ومحلات السوبر ماركت، والمناطق الخضراء أو المطاعم. ومن الضروري أيضا تقييم ما إذا كان المنزل قريب من عملك أو عمل أحد أفراد عائلتك. يمكن القيام بذلك أيضا افتراضيا باستخدام أدوات مثل محرك بحث Google الخاص بالخرائط.

قم بإعداد ميزانيتك الأولية. التوصية العامة هي تقدير 20٪ من قيمة العقار لتسديد الدفعة الأولية لتمويل الرهن العقاري (Hipoteca) ونفقات التوثيق. قد يختلف هذا حسب سعر الفائدة، لكنه نسبة مناسبة.

ضع خطة طوارئ وهو ما يسمح لك بأن تكون جاهزا في حالة عدم توفّر الأموال أو لمواجهة أي احتمالية للصيانة أو كارثة طبيعية أو حادث منزلي، فمن المهم شراء منزل بأقل من ميزانيتك والحفاظ على صندوق للطوارئ. ضع في الاعتبار أن ما نسبته من 1 إلى 4٪ من قيمة العقار هي للترميمات والإصلاحات المستقبلية و1من  إلى 3٪ لحالات الطوارئ.

اليوم يمكن التعامل مع عملية البيع والشراء بالكامل رقميا. قبل الذهاب لرؤية المنزل المراد شراؤه، تحقق مما إذا كانت هناك طريقة للقيام بذلك عبر الإنترنت؛ يمكنك حاليا العثور على عقار مناسب لك، وزيارته، وطلب قرض، وحتى توقيع العقد عبر الإنترنت، أي عن بُعد.

492e277d 06fb 410a 893b 08d9d6af94a2

تابعونا على

تويتر

فيسبوك

الواتساب

إنستغرام

تيليغرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *