متفرقات

العربية.. لغة العلم والجَمال التي وهنت بوهن أهلها

  أخبار إسبانيا بالعربي / “إنا أنزلنه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون”.. من البيئة والمحيط أخذت الجمال واستنطقت الطبيعة، ومن قريض الشعراء حافظت على الألق والحضور، ومن عالم الخيل والإبل والبيداء استمدت القوة والانتشار.

وعندما جاء الإسلام انتقلت من المحلِّية إلى النجومية، وحظيت بعناية العارفين حتى جمعت بين الجمال والكمال.

لكن تداول الأيام وتغيُّر الأحكام أدّى بالأمة إلى ضعف العقول، فدخلت لغة الضاد في مراحل من التعب والأفول.

تأتي هذه الحلقة ضمن “سلسلة اللغة العربية” التي أنتجتها الجزيرة الوثائقية “اللغة العربية.. من الجمال إلى الكمال” يتحدث فيها لفيفٌ من الباحثين المتخصصين عن أصلها وبدايتها، ويناقشون المسار التاريخي لمراحل التكامل المعرفي الذي شهدته في كثير من القرون.

البداية والأصل

انطلق العلماء في دراسة اللغة العربية من الرجوع إلى البدايات الأولى لنشأتها وظهورها، لكن الكثير من الباحثين يعتبر أن بدايات الأشياء لا تدخل في عموميات العلم، وإنما تصنف داخل دائرة الغيبيات.

ورغم اختلاف المؤرخين إزاء بداية اللغة العربية، فإنهم يُجمعون على أنها خرجت من رحم اللغات السامية، وبدايتها ترجع إلى مئات القرون قبل الإسلام.

ولا يتفق الباحثون على مكان الساميين الأصلي الذي كانوا يستقرون حوله وظهر فيه الكلام العربي، لكنهم يرجِّحون أنه كان في القسم الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة العربية، خصوصا بلاد الحجاز ونجد واليمن.

ويرى الباحث في اللسانيات من جامعة الحسن الثاني الدكتور المقرئ أبو زيد الإدريسي أن اللغة العربية جزء من العائلة السامية التي تربو على 25 لغة، والتي تمتد في الجغرافيا من القرن الأفريقي حيث الأمهرية والجعزية واللغات الحبشية القديمة، حتى أقصى الشمال في العراق حيث النبطية والآرامية والسريانية.

ورغم كثرة الروافد وتنوع المشارب واختلاف الحلل، فإن العربية ترجع إلى لغتين أساسيتين هما: لغة القبائل العدنانية شمال الجزيرة العربية، ولغة القبائل القحطانية في المنطقة الجنوبية.

ونتيجة لعوامل بيئية فقد كانت لكل قبيلة خصائص لغوية تميز لهجتها ويتجلى ذلك في النطق والأشعار.

وفي حديثه بوثائقي الجزيرة يقول عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الدكتور صابر عبد الكريم يونس “كان العرب قبل الإسلام بسبعة قرون شعوبا وقبائل متفرقة كل منطقة تتحدث بلهجة”.

لكن ذلك الاختلاف ليس على حساب اللسان الجمعي، فقد كانت اللغة المشتركة هي لغة الخطابة والشعر، وتتفاوت القبائل الخاصة في فصاحتها بمدى قربها من لغة المحافل هذه.

ولأسباب متعددة أهمها الديني والاجتماعي، كان من الطبيعي أن تطغى لغة الشمال على الجنوب ولغة قريش على سائر اللغات، لأنها كانت مشرفة على بيت الله الحرام الذي يأوي إليه العرب من كل مكان، فيمتحون من معين لسان أهله.

وعلى هامش الحج كان العرب يقيمون أسواقا لعرض بضائعهم فيجتمعون على لسان قريش لعدم غرابته في تلك الربوع.

وعبر التاريخ اعتاد العرب أن تكون الأسواق محفلا لعرض بضاعة الكلم وإبراز الفصاحة والتباهي في البلاغة، فيدعوهم الحال للمقارضة في الشعر والفخر بجميل القول وحَسَنِ الكلام.

وبين مكة والطائف كان الناس يقصدون سوق عكاظ الذي يعتبر أَخْير مثال لاحتفاء العرب بجميل الكلام وبليغ التعبير.

الشعر الجاهلي.. زينة اللغة

تعتبر فترة ما قبل الإسلام حلقة مهمة في تاريخ العربية الفصيحة حيث شهدت ازدهارا وتطورا وثراء واعتبارا غير مسبوق.

ولئن كان الشعر في ذاته عملية معقدة حيث لا بد له من إيقاع ووزن ووحدة موضوع، فإن فضله في ترسيخ اللغة وانتشارها لا يمكن أن ينطلي على أحد لأنه سمِعته القبائل وسارت به الركبان في الدروب والفيافي، فحمل معه العربية في رياح السوافي.

وحسب المسيرة المعرفية للحضارة العربية والإسلامية، فكثير ما كان الشعر مرجعية يُحتكم إليها لفهم كثير من المعاني الملتبسة.

وقد عرفت اللغة العربية أنواعا من الإبداع في بنى التعبير، لكن الشعر العربي من أجمل ما أنتجته اللغة وازدانت به.

وفي حديثها في الوثائقي تقول أستاذة فقه اللغة بجامعة محمد الخامس الدكتورة بشرى بدوي “أرقى ما أبدعه القدماء في اللغة هو الشعر، وأرقى ما في الشعر هو المعلقات”.

ويعتبر الشاعر امرؤ القيس الذي وقف وبكى واستبكى وذكر الأحباب والمنازل في شطر واحد ومن دون تكلف أو تعقيد؛ مثالا للشعراء المبدعين في تاريخ اللغة:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

بسقط اللوى بين الدخول فحومل

ومن جمال الشعر الجاهلي أنه كان يعتمد على الحس الإيقاعي، ولغته مفهومة عند العامة وخالية من الرموز وتطبعها البساطة وعدم التكلف، وتستلهم من المحيط والطبيعة في التشبيه والوصف.

وقد ازدهرت الفصاحة والشعر في العصر الجاهلي حتى كان في المحافل والأسواق مشاهير محكَّمون يرجع إليهم الشعراء في عرض ما جادت به القرائح من أنواع الشعر.

وحتى يمكن أن يتحاكم الناس، اعتُمدت لغة الشمال في الجزيرة العربية كمرجعية موحدة يرطن بها الخطباء وينظمون بها أشعارهم.

العربية في الجاهلية

عشق العرب الصحراء وذابوا فيها حبا، وتعلموا من بيئتها القوة والاعتماد على الذات، حتى غدت ثقافتهم تعتمد في حفظها ونقلها على الذاكرة والمشافهة، إلا أنهم كانوا يعرفون الكتابة خصوصا في الحواضر الجنوبية حيث توجد الصخور والأدوات التي تُستعمل في التدوين.

وكانت الكتابة في زمن الرعيل الأول من العرب عارية من التنقيط وخالية من التشكيل اقتداء بالكتابة النبطية، وتقتصر على تدوين المواثيق والصكوك.

ورغم وجود الكتابة وشيوعها في قبائل الجنوب، فإن غالبية العرب كانوا يَعجبون لأهل الكتاب لمعرفتهم بالكتابة، بمعنى أن ثقافتهم ولغتهم تعتمد على المشافهة.

وفي ظل البداوة والترحال استمر حال اللغة العربية بالاعتماد في نقل ثقافتها على الظاعنين بين الربوع في طلب الكلأ والنجوع، حتى أفل عصر الجاهلية وتم وأد الوثنية بقدوم الإسلام واعتماده اللغة العربية سمة له ولأهله.

من المحلية إلى العالمية

بعد مجيء الإسلام واختيار رب العزة رسولا من عِلية فصحاء العرب، بدأت العربية تأخذ مسارا جديدا من الازدهار أخذ بزمامها إلى العالمية والنجومية، حيث تحولت من لغة مسموعة إلى ثقافة مكتوبة ومقروءة لأن القرآن نطق بها.

وتؤكد النصوص أن القرآن أُوحيَ واُنزِلَ بلسان عربي مبين، حيث صرح القرآن الكريم بذلك في قوله “إنا أنزلنه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون”.

ومن خلال الخطاب القرآني الموجه للجميع، يتجلى أن اللغة العربية ليست للعرب فقط وإنما هي للجميع، لأن الرسالة العامة تكلمت بها.

ويرى الدكتور علي بن عبد الله آل موسى المنسق العام للمجلس الدولي للغة العربية أن الخطاب الأول من الله لنبيه كان “اقرأ” ويُعتبر قانونا يسن القراءة بالعربية، وبذلك أصبحت لغة كونية.

ومن خلال نصوص الوحي الناطقة بالعربية يكون الإسلام أعطى للغة قريش نقلة نوعية في حركتها، حيث تحولت من المحلية إلى العالمية، ومن المحدودية إلى الانتشار الواسع.

وقد خدم القرآن الكريم العربية حين نقل المعارف والحقائق والقصص عن طريقها، فاكتست مكانة وحضورا بسبب المعلومات والمعارف.

يقول الباحث في اللسانيات الدكتور الإدريسي إن القرآن أنشأ موسوعة مصطلحية عميقة أصبحت مكسبا للعربية حيث أدخل فيها أربعة آلاف مصطلح قرآني عميق، منها ما هو عقدي وروحي ومنها ما هو سياسي واقتصادي واجتماعي.

ويرى بعض المتابعين أن معجزة القرآن انعكست على اللغة العربية حيث تبددت بها الأمية فصار القلم وما يسطره عنوانا للثقافة العربية بفضل الإسلام.

تطوير الكتابة العربية

وبعدما نزل القرآن أحاط برسول الله صلى الله عليه وسلم كثير من الكتبة لتدوين الوحي، واجتمع لكتاب الله الحفظ في الصدور والكتابة في السطور.

وفي فترة وجيزة من بداية نزول القرآن الكريم، انتقل أهل الحجاز من أمة شفوية إلى أمة كاتبة تعتمد في توثيقها ومراسلاتها على خط البنان.

وعبر الكتابة بنى الإسلام للعربية الكثير من التراكمات المعرفية التي أسست لبناء حضارة مترامية الأطراف عمّت مشرق الأرض ومغربها.

ولم تكن اللغة العربية في الحِقَبِ الأولى تعرف التنقيط ولا التشكيل، وعندما شاع الإسلام وذاع بين الأقوام التي لم تكن لها دراية باللغة العربية بدأ اللحن يتفشى، فاهتم الحذّاق والعارفون بوضع القواعد والمباني، حتى لا تَفسد المقاصد والمعاني.

بداية القواعد

كثرت الروايات وتعددت الحكايات والنوادر في قصص اللحن والعبث باللغة العربية التي أيقظت في أصحاب الشأن الوقوف لوضع ضوابط تحكم أصول الكلام حتى لا يخرج عن سياقه الذي أريد له.

ويذهب أغلب الباحثين والدارسين أن أبا الأسود الدؤلي أحدث منعطفا هاما في تاريخ اللغة العربية ودشن لها عصرا ذهبيا في التعامل مع ضوابطها وقواعدها، بعدما وضع له علي بن أبي طالب قواعد الكلام وأمره أن يسير على ذلك “النحو”.

ورغم انعدام المدارس النظامية في عصرهم، فقد بذل الأمويون جهودا جبارة في نشر اللغة العربية مع الإسلام عن طريق المسجد لأن ثقافتهم وأصلهم ومزاجهم عربي، فكان اهتمامهم من منطلق عربي وديني على حد تعبير الدكتور الإدريسي.

وفي العهد الأموي تطورت اللغة العربية في بُنْيتي الكتابة والإدارة حيث تم تنقيط المصحف وضبطه، وأصدر الخليفة قرارا سنة 87 ه يقضي بتعريب الدواوين ونقش العربية على العملة، فخرج أول دينار عربي يحمل كلمات من لغة الإسلام.

بين الجمال والكمال

وعندما فُتحت الأندلس، جمعت اللغة العربية بين الجمال والكمال، فنطق الناس بلسان فصيح سلس، وأضفى الأدباء على الشعر مسحة من البساطة تبتعد عن التعقيد والمبالغة والتشدق، فشدا به الحداة وتغنت به القيان، وشاعت اللغة الرشيقة في مجالس الموسيقى والطرب، وتقارض بها الفحول وبنات العرب.

ومما ساهم في انتشار العربية في تلك المنازل أن السكان الأصليين كانوا يعانون من قهر المستعمرين الأقباط، فلما قبض الفاتحون أكُفَّهم على الأندلس وتعرفت العامة على سماحة الإسلام ورأوا في المسلمين استعدادا للتعايش السلمي، أقبل الجميع على الدين ولغته بشغف كبير.

يقول الدكتور مصطفى بهجت الأستاذ بالجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا عن السبب الرئيسي في اعتماد الفصحى لغة رسمية للشارع والإدارة في دولة الأمويين في الأندلس ” كان ازدهار اللغة في الأندلس بسبب منشور سياسي للخليفة عبد الرحمن الأوسط يأمر الناس بالتحدث بالعربية”.

ونتيجة للتلاقح الحضاري ونشاط حركة التدوين والترجمة، أصبحت الأندلس قبلة للعلم، والعربية وعاء للمعارف، فأرسل الأوروبيون أبناءهم للدراسة هناك وإتقان لغة الضاد لينهلوا من معين الدراسات الطبية والفلكية والهندسية.

في سبيل العربية

ونتيجة لتوسع الدولة الإسلامية واستقطابها واستيعابها لكثير من الألسن والألوان المختلفة التي أصبحت تشارك في تسييرها خلال العهد العباسي، برزت ظاهرة اللحن والركاكة في اللغة، ولم تقف عند الخطاب العام المشترك وإنما تجاوزت إلى لغة النخبة، فظهر اللحن في الشعر وبرزت ظاهرة التقعر والبحث عن اللغة المهجورة، فبدأ العلماء يبحثون عن وسائل لحماية العربية والحيلولة دون أسباب الوهن.

وفي مشاركته في الوثائقي يقول الأستاذ بجامعة العلوم الإسلامية في الأردن الدكتور عبد الرزاق عبد الرحمن السعدي “فكر العلماء في العصر العباسي في وضع قواعد لضبط اللغة يعد الخروجُ عليها خروجا على اللغة، فوضعت قواعد ومعالم لم تكن موجودة عند العرب قبل الإسلام”.

وفي سبيل حماية اللغة من العُجمة قاتل العلماء قتالا فكريا ومعرفيا وأكاديميا على حد تعبير الباحث الإدريسي.

ولذلك فإن أغلب مشاهير طبقة النحاة كسيبويه والفراهيدي وأبي علي الرماني ظهروا في العصر العباسي، وكانت لهم حظوة عند الخاصة، وأخذوا مكانتهم اللائقة في البلاطات الأميرية، مما يعني أن القادة احتضنوا رعاية لغة الضاد وحرصوا على وضاءتها.

حماية العربية

وكانت مصادر قواعد اللغة تعتمد على القرآن والحديث والشعر وخطب الأعراب أو العرب الأقحاح الذين ينطقونها بالسجية والسليقة، لكن حماة العربية في العصر العباسي وضعوا شروطا للنقل عن الفُصحاء الذين يمكن الاعتماد عليهم كان من أهمها: شرط مكاني يعتمد في النقل على الذين يسكنون في قلب الجزيرة وليسوا في الأطراف، وشرط زماني وهو نهاية القرن الثاني في المدن والرابع في البوادي، كما يقول ذلك الدكتور الإدريسي.

وفي العصر العباسي وبعدما أثّر الإسلام في عدة ثقافات وتأثّر بها كانت بداية ازدهار حركة التأليف والتدوين، وحينها بدأ النحويون واللغويون في وضع علم التقعيد الذي ينقل الناطق من معرفة فكرية إلى معرفة واعية، ومن ممارسة تلقائية أساسها الملَكة والسليقة والفطنة إلى معرفة إرادية تعتمد على التعلم والتلقي.

وفي هذه الحقبة الزمنية تضافرت عوامل ثقافية وسياسية ودينية لتحقيق طفرة مهمة في العالم الإسلامي، وبرز الاهتمام بالعلوم الدنيوية وبدأ تصور جديد للمعرفة وولدت قناعة لتبادل الحضارات، فتولدت للفصحى قيمة، وأصبحت لغة العالم الأول تستخدم في التجارة والسياسة والأدب.

التفاعل مع اللغات

وبعد التفاعل الحضاري انطلقت الترجمة بإرادة رسمية من العباسيين ونتيجة لتراكمات على أكثر من صعيد معرفي.

وعند مجيء الترجمة ساهمت فيما يسمى بالإدخال والاستدخال، حيث أضافت من ذاتها وأخذت من غيرها كثيرا من المصطلحات العلمية، بعضها كان مشوشا، ولكن الكثير منها كان ضروريا، كمصطلحات الفلسفة والجغرافيا وبعض العلوم التي لم يكن العرب يعرفونها فأصبحت جسما أساسيا من لغتهم.

وقد كانت الترجمة مسلكا أساسيا من مسالك النهضة بلسان العرب، لأن الترجمة تقوم بِهَضْمِ المعرفة ومن ثم تعيد إنتاجها وتصبح لها هيمنة على الثقافة.

وفي مسيرة الجهود المبذولة في النهوض بلغة القرآن تم الاعتناء في العصر العباسي بالخط لإخراج المقروء بشكل جميل وجذاب، فأجزلت الخلافة العطاء للخطاطين، فتنادوا على أبوابها من كل حدب وصوب لكتابة القرآن والبراءات السلطانية كما قال الخطاط إحسان هشام التركماني.

ونتيجة لذلك البذل الذي حظي به ذوو الأقلام، كانت البداية لنضج الخط العربي، فبرز فيه بعض الأعلام كابن مقلة البغدادي وياقوت المستعصمي الملقب بقِبلة الكتَّاب.

مرحلة الأفول

بلغت العربية مرحلة متقدمة من الازدهار، وأضفى عليها الباحثون أنواعا من الابتكار بقيت ناصعة في عدة حقب وأزمان، غير أن لكل شيء إذا ما تم نقصان.

فبعدما سقطت غرناطة وبغداد فقدَ العرب قيمة القوة والهيمنة، وبدأت اللغة العربية تتأثر بالوهن الذي أصاب أهلها.

وعندما جاءت الخلافة العثمانية أبْقت على مكانة اللغة العربية واهتم الأتراك أنفسهم بها كجزء من صميم الدين الإسلامي.

يقول مدير أكاديمية إسطنبول الدكتور أحمد أكركاش للوثائقية “عندما أسلم الأتراك تركوا لغتهم وأصبحوا يكتبونها بالعربية من شدة حبهم لها”.

واستخدم الأتراك حروف العربية أكثر من ألف سنة، لكن الخلافة العثمانية جعلت لغة الضاد وسيلة للمعرفة في بعض المنابر، بينما كانت التركية هي لغة السياسة والدولة، فبقيت العربية حبيسة معارف محدودة فأصابها الوهن.

وبعد قدوم نابليون لمصر، بدأ عهد جديد للعربية شهدت فيه ترديا فنيا وفكريا غير مسبوق، فزادت المتاعب، وجفت الأقلام، وتاهت اللغة في غياهب الجهل، وانطفأ نور العقول فكان الأفول.

المصدر: الجزيرة / إسبانيا بالعربي

أخبار إسبانيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *