شؤون إسبانية

أثرياء مدريد يخرقون الحظر ويثورون ضد الحكومة واليمين المتطرف يدخل على الخط

لليوم الرابع على التوالي، تجمّع عشرات الأشخاص في حي “سالامانكا” الراقي بالعاصمة مدريد. الاحتجاجات تمّت دون الحفاظ على المسافة الصحية المفروضة في حالة الطوارئ ودو حتى الحصول على تراخيص.

ويُطالب سكان حي “سالامانكا”، أحد أرقى أحياء مدريد، باستقالة رئيس الحكومة، بيدرو سانتشيث، على خلفية إدارة حكومة لأزمة جائحة كورونا.

وأعلنت مندوبية الحكومة في مدريد أنها ستنشر تعزيزات أمنية في الحي لفرض القانون بعد مخالفة بعض سكانه للحظر المفروض وخروجهم للتظاهر ضد الحكومة.

وقال مندوب الحكومة في مدريد، خوسيه مانويل فرانكو، أن “الاحتجاج هو أمر مشروع، لكنه يختلف عن انتهاك قوانين حالة الطوارئ”.

ونشأ هذا الاحتجاج الجماعي، بحسب الجيران، بعد أن تجمّعت مجموعة من الشباب يوم الأحد أمام منزل تم تشغيل  الموسيقى في شرفاته باستعمال مكبرات الصوت.

تغريم المخالفين

وبعد أن هرعت الشرطة إلى عين المكان، استطاعت التعرّف على 13 شخصاً، يوم الاثنين، ومعاقبتهم بتغريمهم لخرقهم الحظر المفروض على جميع السكان.

ووصلت الشرطة الأربعاء إلى شارع نونيز دي بالبوا حوالي الساعة 9:00 مساءً، حيث احتج نحو 100 شخص ضد سياسات الحكومة رافعين شعار “الحرية”.

وفيما يتعلق باحتمال حدوث احتجاج جديد اليوم، كما كان يحدث طوال هذا الأسبوع، حذّر مندوب الحكومة من أنه سيتم نشر وحدات التدخل لمنع خرق القانون.

وبحسب القانون الإسباني، فإن الإذن بالتظاهر يجب أن تمنحه مندوبية الحكومة، وأي احتجاج لا يطلب منظموه التصريح يُعتبر غير قانوني.

خرق الحظر

وبغض النظر عن ذلك، لا يزال إقليم مدريد في المرحلة 0 من الخطة الحكومية للرفع التدريجي لحالة الطوارئ. وفي هذا المرحلة، لا يُسمح بالتظاهر ولا الخروج للشارع ضمن مجموعات.

وتعود خلفية هذه الاحتجاجات إلى المعارضة الدائمة للأثرياء الإسبان للحكومة اليسارية، التي بدأت في اتخاذ إجراءات من قبيل إجبار الإغنياء على دفع ضرائب أكثر ومنح الطبقات الفقيرة إعانات مالية للخروج من الأزمة.

ترحيب اليمين

وسارعت الأحزاب اليمينية للدفاع عن المتظاهرين. وزعمت رئيسة إقليم مدريد، إيسابيل دياث أيوسو، أن كثير من المحتجين ربما قد أفلسوا نتيجة سياسات الحكومة.

وقالت أيوسو، في إشارة إلى الحكومة، “إنهم يستغلون أكبر أزمة حدثت في التاريخ الحديث لإسبانيا لفرض قيادة ديكتاتورية واحدة”. وتنتمي أيوسو إلى الحزب الشعبي اليميني المحافظ الذي يقود المعارضة.

وتقول صحيفة “إلدياريو”، أن حي سالامانكا هو واحد من أغنى أحياء العاصمة، وأن سكانه هم من ناخبي الحزب الشعبي اليميني المحافظ وحزب فوكس اليميني المتطرف.

واحتفى حزب اليمين المتطرف، فوكس، بهذه الاحتجاجات على صفحاته في وسائل التواصل الاجتماعية. ونشر في حسابه الرسمي على تويتر تغريدةً يقول فيها: “يقف الإسبان اليوم على أرجلهم ضد حكومة البطالة والبؤس”. ويتصدّر حي سالامانكا الراقي بمدريد قائمة أحياء إسبانيا من حيث الدخل الأعلى للفرد بمعدل 61562 يورو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *