شؤون إسبانية

متى ستُرفع القيود عن منطقتك؟ إليك كل التفاصيل

بدأت إسبانيا بشكلٍ تدريجي تعود إلى الحياة الطبيعية الجديدة. كانت أولى الخطوات يوم الأحد الماضي عندما سمحت الحكومة للأطفال بالخروج وفق ضوابط محددة.

وستكون الخطوة الثانية يوم السبت القادم بالسماح للبالغين بالخروج للشارع للمشي وممارسة الرياضة. وتنقسم الخطة الحكومية لرفع حالة الطوارئ أربع مراحل ولن تدخلها كل المناطق بشكل متماثل.

أي أن كل مقاطعة ستستعيد حياتها السابقة بشكل تدريجي بناءً على أربعة معايير وضعتها الحكومة: قدرة النظام الصحي (عدد الأسرة في وحدات العناية المركزة، وأجهزة التنفس المتاحة، وعدد الأطباء المتحين، والحالة الوبائية أي إجمالي الوفيات وحالات العدوى …). وقد تعود لا يُسمح لبعض المناطق بالعبور للمرحلة المقبلة إذا لم يتم استيفاء الشروط لمواصلة التقدم.

وأعلن رئيس الحكومة أن إسبانيا ستبدأ المرحلة الأولى يوم الاثنين 4 ماي، باستثناء ثلاث جزر هي: لا غوميرا ولا غراثيوسا والهييرو بكناريا وفورمينتيرا بجزر البليار، والتي ستدخل مباشرة في المرحلة الأولى.

وانطلاقاً من ذلك، ستجري الحكومة تقييماً كل 15 يوماً لتحديد المناطق التي أحرزت تقدماً وبالتالي الانتقال للمرحلة الموالية. وإذا سارت الأمور حسب ما تخطط الحكومة له، فإن حالة الطوارئ ستُرفع كلياً مع نهاية يوليو المقبل.

وعرضت الأندلس مقاطعة ألميريا للبدء في دخول المرحلة الأولى على غرار الجزر المذكورة. وفي ما يلي سنلقي نظرة على المناطق المرشحة أكثر من غيرها للخروج أولاً من حالة الطوارئ نحو “الوضع الطبيعي الجديد” الذي أعلنت عنه الحكومة.

المقاطعات الأقرب للخروج من حالة الطوارئ

وفقاً للمعايير التي وضعتها الحكومة، فإن المقاطعات التي تحقق أكبر أرقام تعافي المصابين وانخفاض في أعداد الوفيات تقع كلها في الجنوب الإسباني وتحديداً في الأندلس، وتبرز مقاطعتي ألميريا وويلبا كمنطقتين مرجحتين  للخروج قريباً من حالة الطوارئ. ولم تسجل هاتين المقاطعتين مجتمعتين في الأيام الأخيرة سوى ما بين 7 إلى 8 حالات وفاة في كل 100 ألف نسمة.

تحقق كاديث هي الأخرى معطيات إيجابية على غرار المقاطعتين الأندلسيتين المذكورتين أعلاه، حيث تسجل 9 وفيات و65 مصاباً في كل 100000 نسمة. هذه الأرقام ترشح مقاطعة كاديث كإحدى المقاطعات الأقرب للخروج قبل غيرها من حالة الطوارئ والانتقال بالتالي إلى المراحل المقبلة. 

ولكن تبقى مورثيا هي الإقليم الإسباني الأكثر موافاةً للشروط والمعايير التي طرحتها الحكومة للانتقال إلى المرحلة التالية، إذ لا يصل معدل الوفيات في كل 100000 نسمة إلى تسعة أشخاص، بالإضافة إلى ذلك، فإن معدلات العدوى لا تتجاوز 13 شخصاً. ويُعدّ هذا الانخفاض كبير جداً، حيث بلغ عدد المصابين 59 فقط في كل 100000 نسمة.

إلى ذلك، تعد لوغو إحدى المحافظات المرجحة للخروج من حالة الطوارئ نظراً لتسجيلها أرقاماً مشجعة وهو ما يجعلها مؤهلة للانتقال إلى المرحلة الأولى. ويبلغ عدد الوفيات في هذه المقاطعة حوالي ثمانية في كل 100000 نسمة. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال حالات العدوى فيها عند حدود 74.

ولا تعد إحصائيات إقليم غاليثيا سيئة تماماً لأنها تحافظ على عدد وفيات في كل 100000 نسمة عند حدود 18.6 في لاكورونيا، و27.3 في أورينسي، و10.8 في بونتيفيدرا.

المقاطعات الأكثر بطئاً

إقليمي كاستيا ليوم وكاستيا لامانتشا اللذين ضربهما فيروس كورونا بشدة سيكونان آخر الأقاليم التي تخرد من حالة الطوارئ نحو الحالة الطبيعية الجديدة. على وجه التحديد، فإن مقاطعات صوريا وسيغوفيا تُسجل 122.9 و128.54 حالة وفاة في كل 100000 نسمة. تلك الأرقام ستجعل هذان الإقليمان يتأخران في الخروج، كما يتصدرات قائمة الأقاليم من حيث ارتفاع حالات بالعدوى في كل 100000 نسمة (1378 و1216).

وقد يعود السبب إلى قربها من مدريد أو إلى متوسط عمر سكانها، إلّا أن كاستيا ليون احتلت المرتبة الثالثة والرابعة في المناطق الأكثر تأثراً بالفيروس. ووفقاً لبيانات وزارة الصحة، تم الكشف عن 16690 إصابة و1736 حالة وفاة بالإقليم.

ويليها في الترتيب إقليم كاستيا لامانتشا الذي سجل 15785 حالة عدوى في جميع مقاطعاته (19795 وفقاً لحكومة الإقليم) و2436 حالة وفاة. وهي كارثة حقيقية بالنسبة لمنطقة خسرت جزءً كبيراً من سكانها على مدار السنوات الماضية حتى أضحت منطقة مهجورة. وعلى وجه التحديد، فإن المحافظات التي ستأخذ أطول وقت للخروج من حالة الطوارئ هي ثيوداد ريال مع 19294 حالة وفاة في كل 100000 نسمة، وغوادالاخارا مع 12441 حالة وفاة. وستكون متبوعة في الترتيب بكل من كوينكا والباسيتي وتوليدو.

أما مدريد، فإن أحدث بياناتها لا تدعو إلى التفاؤل. فقد ضاعفت هذا الأربعاء أعداد المصابين ثلاث مرات، من 363 إلى 981، ليصل إلى مستويات مماثلة لمستويات 18 أبريل، حيث تم تسجيل 952 حالة يومياً. لذلك ستتعامل الحكومة بحذر شديد مع العاصمة مدريد لأنها سجلت لوحدها 12166 حالة وفاة و545 حالة عدوى في كل 100 ألف نسمة. كل ذلك يشير إلى أن مدريد ستكون آخر المقاطعات التي ستخرج من حالة الطوارئ وتنتقل للمراحل الموالية. 

كاتالونيا

بدون شك، سيكون إقليم كاتالونيا واحداً من آخر الأقاليم التي تُرفع فيها حالة الطوارئ، على الرغم من أنه من المستحيل التوقع بدقة أي المقاطعات ستكون الأولى وأيها ستكون الأخيرة. وسجلت كاتالونيا 10073 حالة وفاة مع 326 في كل 100000 نسمة، و24689 حالة عدوى نشطة من إجمالي 48654 التي سجلتها وزارة الصحة.

ماذا عن بلاد الباسك؟

وبناءً على ما سبق، ستُرفع حالة الطوارئ بالتدريج في بقية الأقاليم مع انخفاض حالات العدوى في أراضيها. ووفقاً للبيانات الصادرة عن وزارة الصحة، فإن نافارا ولاريوخا ستستغرقان بعض الوقت لإحراز تقدم نظراً لحالات الوفيات المتراكمة في آخر 14 يوماً في كل 100000 نسمة، ومنطقة الباسك ستتأخر هي الأخرى لأنها سجلت 97.07 حالة وفاة في كل 100 ألف نسمة.

على العكس من ذلك، فإن إقليم بالينثيا أحصت 2088 حالة وفاة في كل 100000 نسمة، قد تتقدم على باقي المقاطعات المتأخرة. لكن في نهاية المطاف، ستعتمد الحكومة في السماح برفع حالة الطوارئ على تطور فيروس كورونا خلال تقييم تجريه كل 15 يوماً.

موقع إسبانيا بالعربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *